رسائل إلى المتقاعدين المكرمين

لفضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان

2 صفر 14445 هـ – 18 أغسطس 2023 م

————————————————————————

الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى، نحمده سبحانه ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره وهو بكل لسان محمود، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الإله المعبود. ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه الركع السجود والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود وسلم تسليماً كثيراً.

أمّا بعد: فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى :(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)

معاشر المسلمين: ليس بخافٍ على كل ذي بصيرة أنَّ حياة الإنسان ما هي إلا مراحلُ، وعُمُرُه فيها منازلُ، وإنَّ ممَّا قررَتْه المدنيةُ الحديثةُ، والنظامُ العالميُّ المعاصِرُ؛ تلك النُظُمُ الوظيفيةُ، والقواعدُ التنظيميةُ للأعمالِ والوظائفِ، والإنسان يتقلَّب في مراحل حياته بين الأعمال ودرجاتها، والوظائف وترقياتها، حتى يبلغ درجةَ التقاعدِ؛ وتلك قضيةٌ آنِيَّةٌ مهمةٌ لفئةٍ عزيزةٍ غاليةٍ قدَّمَتْ زهرةَ شبابها، ولُبَابَ أعمارها، في خدمة دِينها ووطنها ومجتمعها، تكدَح في أعمالها ثم تترجَّل عنها؛ لتُتِيحَ المجالَ الوظيفيَّ لغيرها من الشباب الصاعد، وهكذا تمضي الحياةُ بنا في تقلُّباتها وتنقلاتها، وصدق رب العالمين سبحانه: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)

والتقاعد عباد الله مرحلة نعيش جوها، إما ببلوغها أو بالعيش مع من بلغها لتمضي سُنّة الحياة، ضَعفٌ، ثم قوةٌ ثم ضعف، كما قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) جيل يعقبه جيل لتتم سنة الاستخلاف وعمارة هذه الأرض وهذا التصنيف الوظيفي للموظف المتقاعد ليس نهايةَ المطاف، وليس حُكماً على الإنسان بالموت الزُّعاف، وليس مَنْعاً للمتقاعِدِينَ من مزيدِ العطاءِ في خدمة دينِهم ووطنِهم وولاةِ أمرِهم ومجتمعهم في ميادينَ أخرى، فهذا تصنيفٌ لا يَصلُح أن يسري أبداً على بقيةِ حياةِ المتقاعِدِ، إذ إن المتقاعِدَ قد وُلِدَ ولادةً جديدةً، وصاحب الهمة العالية إذا بلغ هدفاً، بحث عن هدف آخر مثله، أو أعلى منه ليصل إليه، ولا يوقفه عن السباق إلى مجد الدنيا والآخرة إلا توقف نَفَسِه، ولئن توقفت دورة الدوام الرسمي، فلن تتوقف عجلة النفع والانتفاع، بعمل صالح، وصدقة جارية.

أيها المتقاعد الكريم: لا شك أنك ستفقد بسبب التقاعد جزءاً من المال، لكنك ستكسب ما هو أغلى منه، ألا وهو الوقت، فالناس كلهم يبذلون الأموال ليكسبوا الأوقات فيملئوها بما يحبون. فاعتبر ما تفقد من مال ثمناً للوقت النفيس الذي سيتاح لك لتعمره بكل خير كنت تـتمنى أن تفعله وتداوم عليه. أما ما مضى من مراحل فقد ولَّى وراح فلا تستطيع أن تعيده ولا أن تفعل فيه شيئاً. لقد امتن الله الكريم عليك بهذا التقاعد، وقد أمرك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم باغتنام خمس قبل أن تمنعك خمس، وذكر منها، (وفراغك قبل شغلك)، فكيف إذا كان الأمر بالعكس بالنسبة إليك، فقد كنت مشغولاً ثم فرغت؟ أما وقد فرغت فعليك بما أوصاك به ربك بقوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) يقول أهل التفسير رحمهم الله: (أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطًاً فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة). لقد أكرمك ربك ومولاك بأن أمدَّ في عمرك حتى بلغت سن التقاعد، فأحسن العمل لتكون من خير الناس، فقد سَأل رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم: من خير الناس؟ قال: (من طال عمره وحسن عمله) يقول العلماء رحمهم الله: (إن الأوقات والساعات كرأس المال للتاجر، فينبغي أن يتجر فيما يربح فيه، وكلما كان رأس ماله كثيراً كان الربح أكثر، فمن انتفع من عمره بأن حسن عمله فقد فاز وأفلح، ومن أضاع رأس ماله لم يربح وخسر خسراناً مبيناً).

فيا أيها المتقاعِدون الفضلاء: قد زادت مسؤولياتُكم بعدَ أن كان النِّطاق الحكومي يُحَدِّدها في مجال اختصاصكم وعملكم فقط، أمَّا اليومَ فأمامَكم الفُرَصُ والدنيا بأَسْرِها، والأعمالُ كلُّها، والميادينُ الفساح جميعها، فمسؤوليتُكم ليست عن أُسَرِكم أو حيِّكُم أو مدينتِكُم فقط، بل أنتم مسؤولون مسؤولية مجتمعية عامة، بالتوجيه والنصح والإرشاد والتوعية والمشاركة في الميادين كلها، ولقد أَحْسَنَ وأجاد مَنْ قال: (لا تقاعُدَ لمَنْ أراد أن يعيشَ في أمَّة جديرة بالحضارة والتقدُّم)، ونحن أمةُ الحضارة والتقدُّم منذ الأزل؛ لذا كان السلفُ الصالح رضي الله عنهم ورَحِمَهُم يكرهون أن يكون الرجل فارغاً من العمـل، قال الفاروق عمرُ بنُ الخطاب رضي الله عنه: (إني لَأكره أن أرى أحدَكم فارغاً سَبَهْلَلاً، لا في عمل دنياه ولا في عمل آخرته)، والسَّبَهْلَلُ: الذي يَجِيء ويذهب في غير شيء ولا فائدة، فنحن أمة العمل والعبادة، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)

 فيا أيها المترجِّلون عن صهوة جواد الدوام النظامي: إنَّ أعمارَكم رؤوسُ أموالِكم ورصيدكم الذي ينفعكم في الدنيا والآخرة، فاغتنِمُوها بالأعمال الصالحة قبلَ فواتها، وكما أن الإنسان مسؤولٌ عن عمره، فهو أيضاً مسؤولٌ عن عِلْمِهِ وخِبْرَتِهِ وتجاربه، فينقل خِبْرَتَهُ للأجيال اللاحقة ولا يبخل عليهم بالرأي والمشورة، والتوجيه والنصيحة، كونوا أيها المتقاعدون المِرْآةَ العاكسةَ لِجَمال الشريعةِ ومَبادِئها العِظام، وخيْرِيّتِها على سائر الأنام... وتلك هي الأمور التي تُحَقِّق الطُّمُوحات ذات العزيمة، وتشمَخِرُّ عنها المجتمعاتُ المترَاصَّةُ الكريمةُ، لا تَرْكَنْ أيها المتقاعدُ الكريم إلى الكسل والوهن، وانْبَعِثْ في الخَيْرِ ومَيَادِينِه، وتنسَّمْ شَذَى رَيَاحِينه، مهما تنوَّعَت أشكالُه، وتعدَّدَت مجالاتُه، عِلميَّةً أو خيريةً، إيمانيةً أو طِبِّيَّةً، إنسانِيّةً أو عُمْرانِيَّةً: أَغِثْ مَلهوفًاً، ابْذُلْ معروفًاً، آسِ مكلوماً، انْصُر مظلوماً، صِلْ محروماً، أَصْلِحْ بينَ خصمينِ، انشُرْ علماً أو كتاباً، أتقن عملًا، حقِّقْ أملًا، أَرْشِدْ حائراً، عِظْ جائراً، اكفُلْ يتيماً، عالِجْ سقيماً، صِلْ أرحاماً، تعهَّدْ واعطف على فقراء وأيتام وأيامى، أَنْشِئْ مركزاً مجتمعيّاً، أَسِّسْ صرحاً خيريًّاً، كُنْ قدوةً في الأمة ومِثالاً، حَالاً ومَقالاً، كُنْ مفتاحاً للخير إيجابيّاً في حب الخير للناس، ولاسيما الأهل والأقارب والجيران.. وإن أعظم ما يُفني المرءُ فيه عمره، هو الدعوة إلى الله ونشر دين الله القويم، وهداياته للعالمين، فهي وظيفة الأنبياء والمرسَلين، فهنيئاً لمن حظي بنصيب من الميراث النبوي؛ فذلكم هو طريق المجد، وسبيل الرشد والسعة، ومجال العظمة لمن شاء أن يكون نبيلاً عظيماً، ميموناً كريماً، واستثمار وسائل العصر وتقاناته في تحقيق هذه الرسالة العظيمة، والحرص على جمع الكلمة، ووحدة الصف، والإصلاح بين الناس.

وإن أقل ما يُقدَّم للمتقاعدين، كلمات الشكر والثناء، والعرفان والامتنان والوفاء، لما قدموه من خدمات في تنمية الأوطان والمجتمعات، والحذر من الزراية بهم؛ فلا خير فيمن لا يعرف للسابق فضله، والأمم والمجتمعات الراقية جعَلَتْ لهم مؤسَّسات وجمعيات تُعنى بشئونهم، وتتكلَّف بحقوقهم، وتُحقِّق خدماتهم، وتفيد منهم، في إثراء خبراتهم وتجاربهم، كبيوت خبرة ومكاتب استشارية متنقِّلة، تَستثمِر في العقول، وتفيد من التجارب، وتصقل المواهب.

أيها المتقاعدون الفضلاء: تجاوز الستين من العمر، يعني شيئاً آخر، ألا وهو الدخول إلى معترك المنايا، يقول صلى الله عليه وسلم: (أعمارُ أمتي ما بينَ الستِّينَ إلى السبعينَ وأقلُّهم من يجوزُ ذلِكَ) وأبلغ من هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (أَعْذَرَ اللَّهُ إلى امْرِئٍ أخَّرَ أجَلَهُ، حتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً). قال العلماء في بيان قوله: (أعذر الله امرئ): أي: أزال الله عذره فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة، والإقبال على الآخرة بالكلية، ولا يكون له على الله عند ذلك حجة، وحاصل المعنى: أن الله تعالى أقام عذره في تطويل عمره، وتمكينه من الطاعة مدة مديدة. وقال بعض أهل العلم: إنما كانت الستون حدّاً لهذا؛ لأنها قريبة من المعترك، وهي سن الإنابة والخشوع، وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار، لطفاً من الله بعباده، حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم، ثم أعذر إليهم، فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة، وإن كانوا فُطِرُوا على حب الدنيا وطول الأمل، لكنهم أُمِرُوا بمجاهدة النفس في ذلك؛ ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية.

اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا، أبداً ما أبقيتنا، اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله وحسنت خاتمته يا رب العالمين.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله   وأزوجه وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد: أخي المتقاعد العزيز: إن المسلم لا يحزن ولا ييأس ولا يقلق ولا يندم على ما فات، ولا يهتم لما سيأتي من الكبر والشيخوخة والهرم، فهذه سنة الله في الحياة، ولو دامت لغيرك لما وصلت لك، ثم إن نهاية عملك الوظيفي هو بداية لحياة جديدة ملؤها الإيمان، والتقوى، والتفاؤل، والخبرة، والتجارب، وانشراح الصدر، والرجوع الصادق إلى الله عز وجل، والتزود من الطاعات، والتلذذ بحلاوة الإيمان والعبادة ومناجاة رب العالمين، وهي مكافأة قيمة للمتقاعد تتلخص في الراحة والسعادة ومحاسبة النفس والتفرغ لأسرتك وأمورك الخاصة وصلة رحمك وفرصة لمراجعتك لصلتك بربك بعد هذا المشوار الطويل من العمل؛ يقول الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) فإحالتك على التقاعد ليست نهاية المطاف؛ فلكل أجل كتاب، وإحالتك على التقاعد هي الفرصة الذهبية لتعويض ما فات من التقصير في الواجبات الدينية والأسرية يقول الله تعالى:  (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ) نعم.. إنها فرصة كبيرة لمن وفقه الله تعالى ووصل إلى الحياة التي فيها متسع من الحرية في الوقت، ويا حبذا عدم إشغال نفسك بزخارف الدنيا وزينتها حتى لا تشغلك كثيراً وتحرمك من حلاوة حياة التقاعد ولذتها وأنسها؛ فهي فرصة طيبة لمحاسبة النفس، ومراجعة أحوالك بشكل عام، فافرح بذلك ولا تكن ممن يحزنه أمر التقاعد واشكر الله على هذه النعمة.. أيها المسلمون، أيها المسئولون: من حقِّ هذه الفئة العزيزة علينا، وهذه النفوس الكريمة، التي انتهَى عملُها النظاميُّ، أن تطمئنَّ بعدما جاهَدَت بصحَّتها ووقتها وفِكرِها، وأفنَت أيام حياتها لتبنِيَ أُسرة، وتعمُر وزارة أو إدارة أو مُؤسَّسة وتخدمَ أمَّةً فأضاءَت للوطن والمُجتمع دُروبَ الخير، وأجرَت ينابيعَ النفع، لا ينبغي أن يتوقَّفَ هذا النفع، أو ينتهي عند أبوابِ التقاعُد

 ليس من الوفاء أن من قدَّم لبلده وأمته زهرةَ عُمره، وأيام جدِّه وحيويَّته، أن يُفرَّط فيه آخرَ عُمره، من حقه علينا أن نضع له التشريعات والقوانين التي تحميه، وتقدر له عمله، وتحفظ له ما قدم في شبابه، وترفع من مستواه المعيشي، وتغنيه عن الحاجة وذل السؤال، وأن يُنظَر فيما يمكن أن يُفيدَ فيه من الفُرص والمجالات، في غير مِنَّةٍ ولا شفقةٍ؛ بل ثقةٍ به واعتِرافًاً بحقِّه وقُدراته. بل لعلَّ في لفتِ القرآن الكريم إلى تذكُّر حقِّ الوالدين في وقت عطائِهما وكريمِ عملِهما ما يدلُّ على ما ينبغي من امتِداد الوفاء لكل موظف وعاملٍ، والاعتِرافِ بالجميل لكل ذي جميل: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) من حقِّ هذه الفئة العزيزة الغالية أن يُقدَّم لها ما يُؤكِّدُ الاعتِرافَ بفضلِها وكريمِ صُنعِها.

ألا فاتقوا الله رحمكم الله واعلموا أن المُجتمع لم يستغنِ البتَّةَ عن عملِ هؤلاء وكفاءاتهم وخِبراتهم، ولكنها المُدَّةُ النظاميَّةُ انتهَت وليس إلا، أما العملُ والكفاءةُ والقُدرةُ والحاجةُ فباقيةٌ مُمتدَّة، والدليلُ الظاهرُ أن كثيراً من الدول والمُؤسَّسات تستعينُ بخبراتٍ تجاوَزَت السنَّ النظاميَّة المحدودة في داخِلِ الدول وخارجِها.. وإن السنَّة العُمَريَّة الراشِدة هي أولُ من خصَّصَ المُخصَّصات للعاجِزين عن الكسبِ من المُسلمين والمُعاهَدين وأهل الذمَّة.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يديم علينا نعم الإيمان والأمن والاستقرار، والسعادة، والهناء، والصحة، والعافية. اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، ولا تجعلنا ممن طال عمره وساء عمله. اللهم أجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا،اللهم اجعل أوسع رزقنا عند كبر سننا وانقطاع عمرنا، اللهم انا نسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير الثواب وثبتنا وثقل موازيننا وحقق ايماننا وارفع درجتنا وتقبل صلاتنا واغفر خطيئاتنا ونسألك الدرجات العلا من الجنة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم ووفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين..

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح قادتهم وعلماءهم وشبابهم وفتياتهم ونسائهم ورجالهم يا سميع الدعاء، اللهم كن لإخواننا المستضعفين المظلومين في كل مكان ناصراً ومؤيداً.. اللهم أحفظ المسجد الأقصى مسرى نبيك وحصنه بتحصينك، وأكلأه برعايتك، واجعله في حرزك وأمانك وضمانك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، واشف مرضانا، واشف مرضانا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

الْلَّهُمَّ نَوِّرْ عَلَىَ أَهْلِ الْقُبُوْرِ مَنْ الْمُسْلِمِيْنَ قُبُوْرِهِمْ، وَاغْفِرْ لِلأحْيَاءِ وَيَسِّرْ لَهُمْ أُمُوْرَهُمْ، الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)